الخميس، 17 ديسمبر 2009

الحكومة والمعارضة وجحا وحمار الوالي

بقلم/ حمدي رياض
من ينظر إلي أحوال الحكومة المصرية ينتابه حالة من حالات الاندهاش والتعجب والاستغراب ، فكلما تذكرت التدخلات و الوسطات التي لا تعد ولا تحصي بالنسبة للحكومة من اجل إيجاد حلول بين كثير من الدول العربية الشقيقة فكلما تذكرت اللقاءات والندوات والمؤتمرات التي عقدت بشان إزالة الخلافات مابين العديد من قوي المعارضة والحكومة في العديد من الدول العربية الشقيقة بداية من السودان ومرورا بلبنان واليمن والعراق ووصولا إلي حماس وفتح في دولة فلسطين وإسرائيل من اجل تقريب وجهات النظر لخلق حالة من حالات التعايش السلمي ما بين قوى الشعب المختلفة في نفس الوقت الذي ترفض فيه الحكومة ذاتها مجرد الكلام مع قوي المعارضة في مصر أو الاعتراف بالشعب المصري التي تتولي الحكومة مسئولية الكلام عنه في الخارج باللغات الأجنبية وأحيانا باللغة العربية ولكن في حالة الجهل باللغات الاخري التي تعادل تماما جهل الحكومة وقطاع عريض من الشعب الحاضر الغائب... بالحقوق والواجبات ! فيتضاءل حجم الشعب نتيجة لجهلهم ، وهذا يذكرني بحكاية من حكايات جحا ليست مع حماره ولكن مع حمار الوالي حيث خرج جحا ذات مرة علي الناس وأعلن بأنه سوف يجعل حمار الوالي يجيد القراءة والكتابة ولكن خلال ثلاث سنوات وعندما سمع الناس هذا الخبر خرجوا عليه وسألوه: يا جحا ، هل قلت بأنك تستطيع أن تعلم حمار الوالي القراءة والكتابة خلال مدة معينة؟ فأجاب جحا: يا جماعة أنا قلت خلال ثلاث سنوات والمتأمل في الموضوع يجد ضرورة حدوث احد هذه الأمور إما "موت الوالي أو الحمار أو جحا نفسه "، ذاك الفيلسوف الذي نفتقده كما نفتقد توفيق الحكيم وحماره الذي لم يكن موجودا إلا في خياله هو ككاتب مثل جحا نفسه الذي تختلف حوله الآراء عما إذا كان أسطورة خيالية أو شخصية واقعية يحتاج إليها الناس في كل زمان ومكان للخروج من صعوبات وأزمات الواقع المليء بالظلم و القهر الغير مبرر من الإنسان لأخيه الإنسان بدرجة تفوق سطوة وجبروت قوانين الغابة خاصة وان للغابة قوانينها النبيلة ومنها عدم أكل الصقور للميتة أو الجيفة من الفرائس وغالبا ما تكون من صيد النسور ، وهناك أيضا فصيل من الاسود يشبه كثيرا فصيل آخر من النسور في حالة عدم السماح لاختلاط الأنساب مابين أسد ولبؤته وأسد آخر حتى وان كانت هي التي تقوم بعملية الصيد والافتراس بعكس رؤساء وزعماء أحزاب المعارضة الذين يلعبون دور الحمار في الحياة السياسية وهو اقل شأنا من دور الحمار في الغابة أو دوره الذي يصفه فيه الإنسان بالغباء فقط في حين أن هناك الكثير من بنى البشر من هم أكثر غباء من كل أنواع الحمير سواء حمار جحا أو الوالي أو الحمار الوحشي إذا جهلوا الحقوق والواجبات علي مستوى الهيئات والإدارات والنقابات والمجالس النيابية المغيبة...... دوس هنا
 
 
 
 
Using Amoebaneo Theme | Bloggerized by Themescook | تعريب و تطوير : حسن